-A +A
حامد عباس

** عندما صدرت الطبعة الأولى من «تحرير المرأة في عصر الرسالة» 1410 ــ 1990، وطالعت مضمون الكتاب حرصت على الحصول على نسخة منه، فاتصلت بمكتب مؤسسة عـكاظ في القاهرة فلم يجدوا لي سوى أربعة أجزاء من ستة، ومنذ ذلك الوقت تمنيت ولم أزل أن يسمح بدخول هذا الكتاب إلى المملكة، وأن تتاح حوله فرصة الحوار الموضوعي، خاصة وأن مرجعيته ومصادر أحكامه كانت القرآن الكريم والسنة النبوية، وبالذات صحيحا البخاري ومسلم!؟ ولو كان الأمر بيدي لفسحت الكتاب ولأمرت بطباعة عشرات الألوف من النسخ وتوزيعها مجانا، أو على الأقل بيعها بسعر رمزي ليتبين الأسوياء مدى الحيف الذي وقع على المرأة باسم الدين وعلى مدى قرون طويلة، حتى أن كثيرا من النساء تأقلمن وتبرمجن دماغيا ليصيح بعضهن بالصوت العالي اعتراضا على أي صوت يحاول أن يبين لهن حقيقة الإسلام منهن، وليس كما يزعم دعاة حبس المرأة في القفص: أن ذلك هو التفسخ والانحلال والتغريب.. إلخ؟!! لتظل المرأة كما يريدونها للبيت والفراش ودون حقوق قد كفلها الإسلام بنصوص قطعية من القرآن والسنة الصحيحة منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنا!؟

وقد روى الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي باعتباره مقربا من مؤلف هذه الموسوعة القيمة الأستاذ عبد الحليم أبو شقة ــ رحمه الله ــ في بعض المواقع الإلكترونية ما ملخصه ــ وللراغب في التفاصيل الدخول إلى بعض هذه المواقع بإدخال اسم الكتاب أو المؤلف ــ يقول: إن المؤلف أمضى عشرين سنة من حياته في جمع المادة وصياغتها وإعادة الصياغة، إضافة وهذا الأهم طرح مادة الكتاب للحوار مع جميع الفئات، ومن رأى أن من الممكن أن يكون لهم رأي محتمل ليكون الكتاب مجمعا للرأي، ومن ضمنها من طرح عليهم فكرة الحوار حول الموضوع من سماهم الشيخ القرضاوي «الظاهرية الجدد» الذين رفضوا فكرة الحوار من أساسها رغم إلحاح الأستاذ أبو شقة عليهم، ورغبته في الوصول معهم إلى عوامل مشتركة تساعد على تصحيح وضع المرأة المسلمة بما يتفق وحقيقة تعاليم الإسلام، وأنه ــ رغم ثقته في ما كتب ــ على استعداد لتفهم وجهة نظرهم لو أقنعوه بما لديهم حول الموضوع.!؟

ومع ذلك رفضوا الحوار!!

ويقول الشيخ القرضاوي إن الشيخ علي الطنطاوي ــ رحمه الله ــ علق على هذا الموقف الرافض للحوار بأنهم رفضوا القرآن الكريم والبخاري ومسلم.!!

فما رأيكم....؟ّ!

* مستشار إعلامي

ص.ب 13237جدة 21493

فاكس: 6653126

Hamid_abbsa@yahoo.com